قبل وبعد

           لم أكن أتصور يوما أن إعلانا ما على صفحات الصحيفة سيحدث بي كل هذا .انه الاعلان المشهور لشخصين الاول سمين والاخر نحيف(قبل وبعد). لم يمر بي الاعلان مرور الكرام ...فعلا لقد اصبح لكل شيء بعدهم معنى فكل ما المحه يذكرني بهم .نعم قبلهم شيء وبعدهم شيء اخر. فهل قبل مثل بعد ؟!...وهل يعود شيء كما كان؟! ..ربما يمكن لعملية تجميل أن تزيل بضع كيلو جرامات فقط..ربما!
            مر عامان منذ أن فقدناهم _أمي وجدتي وبشار_في ذلك الحادث المروع ...رحمهم الله وغفر لهم جميعا.وأنني اليوم أتحدث عن نفسي بعد فراقهم ...وأعتقد  أنني لن أكون الوحيدة التي تنتابها هذه المشاعر ...بل كل من فقدهم منا يشعر بذلك ,وكل من مشى ميلا في حذائنا _كما يقال_ فسيتفهم تماما ما أعنيه.
           دفعني الاعلان الى النظر في وجهي في المرأة ...انني كما أنا ,ولكن انتظروا ...نعم قد يبدو وجهي تقريبا كما هو ..ولكن موتهم فجأة ودفعة واحدة ..احدث شرخا في طبقات روحي ..حتى أن أحدث أجهزة الليزر لن تعيدها يوما كما كانت  من قبل .نعم انني لأكل وأشرب,  أتحدث وأذهب الى العمل ولكن روحي تأبى أن تنساهم ....وهل تستطيع ؟واذا استطعت فهل تريد ذلك فعلا؟
           لقد حدث أن قد مر بي  في العامين السابقين  بحمد الله أياما مليئة بالعافية وراحة البال كما مر نقيضها ايضا ,وفيها جميعا وجدت أبا حنونا ....أصبح هو الأم والأب معا, أخوات رائعات ,وأعمام وأخوال ,وعمات وخالات جميعهم حاضرون للتهنئة وللمواساة قلبا وقالبا ,حفظهم الله جميعا.انهم جميعا وبكل ما يقولوه أو يفعلوه يذكرونني بشيء  ما من أمي وجدتي وبشار وهذه الذكريات تؤلمني وتسعدني في نفس الوقت .
        فجواب سؤالي هو :لا لن تستطيع روحي ذلك و لو أرادت ..ومن قال أنها تريد ذلك حقا؟ إن روحي تحب أن تحمل ذكراهم الجميلة, و عبق أرواحهم الطيبة في كل شؤون حياتي ولن أنساهم بإذن الله الجبار.فمهما سمعتم عن امر ما في شؤون حياتي ,فاعلموا أنهم حاضرون .مهما أدفعكم لقرأة ما أكتب عن فنجان القهوة او المطر أو غيرها فاعلموا أنهم حاضرون. نعم إنهم الحاضرون الغائبون الذين لم يجعلوا الشتاء فقط منقوصا بغيابهم ,بل جميع فصول السنة كذلك,لا بل وفصول حياتي أيضا.


           

           
           
         

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وصف يوم ماطر